جنون عظَمة!

تكون قاعدًا في أمان الله، تكتب منشورًا مهما كان، وفجأة يخرج عليك حساب بصورة تاريخية لمقاتل بجعبة ذخائر، متقلدًا سيفه: أنت! من تقصد بالكلام هذا؟

تحاول تذكر الرتب التي كان يفترض أن تقال في مثل هذه المناسبة، ماذا يقال له؟

_بك، باشا، آغا! لا تعرف.

ثم تتذكر أنه يقصد منشورًا لم يحصد سوى ثلاثين إعجابًا بعد ثلاثة أيام من نشره، ومع ذلك كان شرارة لاستحضار روح ذلك المقاتل الذي قد يكون نجا من حرب القرم، ليأتي ويسألك: ما شعورك نحو الدولة؟

ما دخل المشاعر بكل الأمر؟! لا تعرف.

ثم آخر يحاجج هل الدولة العليّة أفضل أم الإنجليز؟ لا تدري هل هو بتأييده سيمنع احتلال الإنجليز، الذي وقع، أم بمخالفة غيره سيحدث ما قد حدث أصلًا!

أهؤلاء بحق يمارسون السياسة في أمر انقضى! لا تفهم تلك المسرحية الحية التي يتقمص فيها أصحابها أنهم رجال دولة، بعضهم يكتشف مؤامرة كونية في منشور ظهر له على صفحة هو من تابعها! يحسب أن دولًا كلّفت ميزانيتها وأجهزتها لتجند منشورات تاريخية وكلامية، لتظهرها له، كل هذا لتعكّر صفاء مزاجه، في صفحة تواصل.

الحكمة من هذه الظواهر، تكمن في كمية الجنرالات المكبوتة بيننا، أمراء الحرب، السادة النواب، إلى آخر الممالك الافتراضية، التي يسعى للحفاظ عليها، مقاتلون مخلصون، الواحد منهم متشكك من الاختراق الذي حصل في الجبهة الشرقية! لأي دولة يتبع هذا المنشور؟ من الذي يصب في صالحه؟ لا يمكن السكوت فهناك حتمًا مؤامرة كبرى!

كل هذا يتبخر في اليوم التالي، حين يوقظه منبهه: حان وقت الدوام 😅