يحتد الشيخ مصطفى صبري في نقده لمحمد عبده لتأويله الآيات في وصف الملائكة: “هل تصلح القوى التي أول بها الشيخ محمد عبده الملائكة، أن توصف بالتعليم” [١]
ويبين موقفه الغيور: “أما نحن فلا نؤول من هذه الآيات إلا مجيء الرب لتنزهه عن الأوصاف الجسمانية كالحركة والسكون، ونؤمن بما عداه كما ورد من غير تأويل” [٢]
فهو يؤول الآيات في صفات الله. ولكن لأنه يمتنع عن تأويل آيات في صفات الملائكة، فهو يقيم الدنيا ولا يقعدها، على من لم يتوقف عند ما خطه من حد، ويلمز خصومه بالإلحاد، وهم الذين حجتهم عليه قائمة بأنك كما أولت في صفات الرب، نحن نؤول في غيرها، وهب أنك ترى التوقف في التأويل عند حد، فكيف تلمز إيمان غيرك لأنه خالفك فيما هو أقل مما أنت واقع فيه؟
[١] موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين، مصطفى صبري، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، الطبعة الثانية: ١٤٠١هـ-١٩٨١م، ج١، ص٣٣٣.
[٢] المصدر نفسه، ج١، ص٣٣٥.