قال الشيخ مصطفى صبري:

“كلام المتأخرين الذين مزجوه [أي علم الكلام] بفلسفة اليونان والذي عيب عليه ذلك من بعض السلف، كما حكي عنهم تحريم المنطق. وإني أرى هذا التعييب وذلك التحريم نفسهما عيبًا يجب تنزيه الإسلام الذي يباهي بكونه دين العقل عن مثله كائنًا من كان العائبون”

(موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين، مصطفى صبري، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، الطبعة الثانية: ١٤٠١هـ-١٩٨١م، ج١، ص٢٠٤.)

بهذه الطريقة يدافع مصطفى صبري، كائنًا من كان العائبون للكلام! حتى لو كانوا مثل مالك والشافعي وأحمد، ويخلط بين الكلام والمنطق.

فبالنسبة لتحريم المنطق، فلا تجد هؤلاء أطلقوا عباراتهم بالتحريم فدخول المنطق كان متأخرًا بعد هؤلاء، أما الكلام فقبله، ولا تجد واحدًا من المتقدمين مدحه، إلا معتزليًا، أو جهميًا، وأضرابهما، لاحقًا صار مستحسنًا عن الأشعري ولا غرابة فهو معتزلي في الأصل.

أما المنطق فتحريمه كان بين فقهاء كابن الصلاح والسيوطي، أما ابن تيمية فرفض اعتباره علمًا يحتاجه الدين وقدم له نقده، والحديث يدور عن منطق مخصوص وهو الأرسطي مع بعض الإدخالات اللاحقة عليه، فهل هذا هو (العقل) إنما هو عقل بعض الناس الذي خالفته عقول أخرى وقدمت له نقدًا عقليًا كما فعل ابن تيمية.

لكن الشيخ مصطفى يدافع عن تركة العصور الوسطى كأنها قطعة واحدة يجب تسليمها كيفما كان، حتى لو كانت يونانية، ولو خالفها من خالفها.