منطق الشيخ مصطفى صبري وهو يدافع عن سياسات الدولة العثمانية تسويغي لأي حدث، إنه مخلص تمامًا لموقعه الذي شغره فيها (شيخ الإسلام)، وهذا يقوله بعد انهيارها فكيف الحال حين كانت قائمة.
يرد على حكم البلاد العربية بنير الإقطاع، ونقل الصناع والعلماء بل والمخطوطات من خزائن مصر إلى الأستانة، بقوله:
“كيف يعد عمل السلطان بالكتب الدينية والعلمية التي وجدها في خزائن مصر ونقلها إعجابًا بها واعتناء بشأنها إلى عاصمة ملكه بعد أن أصبحت مصر جزءًا من بلاد الدولة لا فرق بينها وبين الآستانة في ذلك من أعمال التخريب”! [١]
“وكيف يعد الذين أخذهم من علماء مصر وزعمائها ومهرة الصناع وذهب بهم في معيته إلى عاصمة ملكه منفيين؟” [١] لم يكن السلطان يفعل إلا أنه “نقل أولئك إلى بلد يقيم فيه السلطان نفسه وإيوائهم به ليكونوا من المقربين إليه ويكون نفعهم عامًا لجميع البلاد” [١]
ما مشكلتكم مع هذا؟!
الطريف بالأمر أن السلطان لحرصه على الاعتناء بكل شيء كان قد نقل قطعًا من الحجر الأسود كذلك إلى إسطنبول، ولا يزال مسجد (صقللي محمد باشا) يحتفظ بأربع قطع من الحجر الأسود.
سيقال كذلك ما العيب في نقل تلك القطع من مكة إلى جوار السلطان للاعتناء بها، وليعم نفعها على كل البلاد!
—————— [١]موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين، مصطفى صبري، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، الطبعة الثانية: ١٤٠١هـ-١٩٨١م، ج١، ص٨٤.