قال الشيخ مصطفى صبري:
“لو كان الفكر أثر المخ ومولوده لكان ماديًا كالمخ” [١]
يقال فيه: اقلب هذا وتكفي خصومك كل عراك، فعلى هذا لو كان الدماغ أثرًا للمثالي الذي يسميه بالميتافيزيقي لكان مثله ولم يكن ماديًا! فاستبعاد أن ينشأ المثالي من المادي ليس بأبعد من العكس، فلما سلم أن الدماغ مادي، تعين أن يكون سببه ماديًا، وإلا سقطت قاعدته، وهذا يضيق عليه جدًا طريقته التي يحسبها تحارب الإلحاد بموجود ميتافيزيقي.
قال:
“وجود الفكر في الإنسان أجلى دليل على وجود ميتافيزيقي” [١]
يقال فيه: سهلت المهمة على خصمك، فإن كان هذا أجلى ما عندك، فيقال فيه في كل وجود ميتافيزيقي أنه لا يعدو ذهنك، لا وجود له في الواقع المعين، إنما في رأس من يتحدث عنه.
————————— [١] موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين، مصطفى صبري، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، الطبعة الثانية: ١٤٠١هـ-١٩٨١م، ج١، ص١٦١.