صدام حسين بعد عاصفة الصحراء، لم يعتبر الحرب على العراق نتيجة لتقدير سياسي خاطئ، بل لم يفسح حتى لنقاش الأمر، إذ اعتبر الأمر تدبيرًا ربانيًا، يلتمس المرء حكمته وقد لا يدركها، فزع إلى الجبرية الدينية والخطاب التصوفي، إنه منطق مخالف لمنطق البشر بنظره.

بهذه الطريقة قطع الطريق أمام أي كلمة قد تقال في نقده حينها، منع أي حسابات ربح وخسارة، وبهذا وصل إلى انسداد سياسي في كلامه، وتحول للحديث عن عالم ما فوق الأرض!

حدث الناس عن طمأنينته الداخلية، سلام ضميره، وأنه ينام بدون حبوب تنويم، إنها الكرامة التي تغطي على أي أرقام للواقع نفسه، هو درس يظهر متى يفزع السياسيون إلى هذه اللغة.