“ارتبط الإنكليز بنوعين من الاتفاقيات:

اتفاقيات مكماهون/حسين لعام ١٩١٥ وعد الإنكليز بجعل فلسطين جزءًا من الدولة العربية.

بينما تعهدوا في الاتفاقية المعقودة مع روسيا عام ١٩١٦ بإدارة دولية لفلسطين.

إلا أنهم بعد أن احتلوا فلسطين، لم يكونوا مستعدين لتنفيذ أي واحد من هذين الاتفاقين.

وبغية تفادي الالتزامات السابقة، قررت استغلال الحركة الصهيونية، التي أخذت تنشط نهاية القرن التاسع عشر، وكانت جماعة يهودية من مهاجري روسيا قد أنشأت منذ ١٨٨٢ أول جالية زراعية يهودية، بالقرب من يافا.

وفي ١٩٠٨ تأسست في يافا وكالة صهيونية كانت منهمكة بتنظيم المهاجرين إلى فلسطين، ومع ذلك، فبرغم تبرعات روتشيلد السخية، والاعتمادات المالية، ورغم حياد السلطات التركية العطوفة التي لم تكن عقبة في سبيل الاستعمار اليهودي، لم يحصل الصهاينة في غضون ٣٠ عامًا التي سبقت الحرب العالمية الأولى على أية نتائج ملموسة، ولم يكن في فلسطين عشية الحرب إلا ٤٣ قرية يهودية، يبلغ عدد سكانها ١٣ ألف معمّر.

وفي ١٩١٧ جاء بيان بلفور، بالنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وسرعان ما أسندت حكومة أمريكا بيان بلفور، وفي ١٩١٨ انضمت حكومتا فرنسا وإيطاليا إلى بيان بلفور”

(تاريخ الأقطار العربية الحديث، لوتسكي، أكاديمية العلوم في الاتحاد السوفييتي، دار التقدم-موسكو، ص٤٦٦، ٤٦٧، باختصار.)