عن [خلافة] تركيا

في ٢٣ يونيو ١٨٨٢ عقد مؤتمر دولي بخصوص مصر، وقد كانت فرنسا تدفع نحو استقلال مصر لتعطيل النفوذ البريطاني فيها.

كان في المؤتمر ممثلو إنكلترا وفرنسا وروسيا والنمسا وألمانيا وإيطاليا، وقد رفضت تركيا الاشتراك لأنها رأت بأن المؤتمر يخرق سيادتها [من باب أن مصر شأن داخلي تابع للخلافة، هذا في وقت كان فيه الإنجليز مطلقي اليد في مصر]

وبناء على اقتراح فرنسا تعهدت دول المؤتمر “بعدم السعي في مصر إلى اقتناء الأراضي أيًا كان نوعها ولا الحصول على ميزات استثنائية وامتيازات تجارية لرعاياها” كذلك منع أي إجراءات منفردة في مصر.

ومررت إنكلترا التحفظ التالي (إذا لم يكن هناك أحوال طوارئ) وما كان عليها سوى أن تخلق “أحوال طوارئ”، وأول تلك الأحداث، بدأ بسبب التحصينات الساحلية في الإسكندرية، فهي تحصينات من أيام محمد علي، وقد بليت، وأمر عُرابي باشا بترميمها.

طلبت إنكلترا من [الخليفة التركي] وقف أعمال التحصينات، فأصدر أمرًا بذلك، إلا أن المصريين استأنفوا الترميم، وهنا اتخذت مخالفة [أمر الخليفة] ذريعة للتدخل.

وفي ٦ يوليو ١٨٨٢ أصدر الأسطول الإنجليزي إنذارًا نهائيًا إلى رئيس حامية الإسكندرية طالبًا وقف التحصينات، فأجاب المصريون بأن لهم الحق بذلك حيال الخطر الخارجي، في الدفاع عن حدودهم.

وفي ١١ يوليو قامت السفن الإنكليزية بقصف الإسكندرية وحولتها إلى أنقاض…

———- [انظر: تاريخ الأقطار العربية الحديث، لوتسكي، أكاديمية العلوم في الاتحاد السوفييتي، دار التقدم-موسكو، ص٢٦٨.]