بخصوص موضوع الوطن والإسلام، يختصره ما في القرآن: “قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين”

فالآية هذه وأمثالها لم تنف حب المال، أو العشيرة، أو الآباء، بل قد جاء في موضع (إنك لا تهدي من أحببت) فقد أحب النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب، الإشكال حين يقدّم ذلك على أمر الله، ويصبح حالها أحب إلى المرء من الله ورسوله فيقدمها عند التعارض.

وتختلف باختلاف الموضع، فمن أحب امرءًا وأطاعه في معصية فهو عاص بحسب المعصية التي قد تكون صغيرة، وقد تكون كبيرة، وقد تصل إلى الكفر متى أطاعه فيه.

الشاهد أن بعض الإسلاميين حسبوا بجهل منهم أن مجرد الحب لقوم أو عشيرة يتنافى مع حب الله! والآيات إنما هي في تقدم حب على غيره عند [التعارض] بصيغة أفعل التفضيل فحسب، والحب لله درجات، ما بين أصل في الإيمان، وما بين واجب، وكمال، فبهذا تنضبط الأمور.

أما الصيغ الأدبية فلا وزن لها في قوانين الفقه، كمن يقول إن العلاقات على غير أساس ديني هي وشائج طينية أرضية، أو يسمي الوطن بالوثن، ونحو ذلك مما هو مشهور بينهم، وهي تظهر حال صاحبها في علوم الشرع لا أنها تكشف مسألة مبحوثة.