العنصرية فكرة حديثة!

قد يحسب بعض الناس هذا في خضوع للدعايات التمجيدية للماضي، في حين أنه في التراث القديم تجد دعوات عنصرية، مثل ما هو مسطر في (المطالب العالية) للرازي الملقب بـ[فخر الدين].

فهو يصف منطقته التي نشأ فيها بالكمال العقلي لاعتدال طقسها، ويقول لذلك لم يخرج فيهم أنبياء!!

أما غير ذلك من الأقاليم فالنقصان غالب عليهم، فيرى أن السودان مثلًا عقولهم ضعيفة بنظره لشدة الحر، ولذا تغيرت ألوانهم وصاروا سودًا!!

أما العرب فالنقصان غالب عليهم كذلك، فإذا خرج فيهم إنسان كامل ظهر التفاوت، منتهيًا إلى حد الإعجاز!!

هذه الفكرة على ما فيها من تعريض بمقام النبوة بأنه بلغ حد الإعجاز لنقص العرب، ولذا لا يخرج الأنبياء في بلد الرازي! إلا أن الذي لا يكاد يفطن له كثير من الباحثين وجود فكرة العنصرية فيها بتفوق قوم على غيرهم، ويحسب هؤلاء المعاصرون أن المسألة وليدة العالم الغربي فحسب، أو من قوم لا ينتسبون إلى الإسلام، مع أنها كانت دعاية (الفخر) الذي ما ارتفع له ذكر إلا بانتسابه إلى الدين والعلم به، فكيف حال السياسي حينها وهو يشحن النفوس؟