هذا الكتاب في مناقب شيخ صوفي يدعى أبي يعزى يلنور، ذكر فيه مؤلفه كراماته التي شاعت عنه على عهدة الرواة، ثم وصل إلى مسألة مفادها أن الشيخ المذكور لم يكن عالمًا، وهنا ينفجر غضب المؤلف فيقول:

“لعلك تسمع ما تلمظ به بعض الغافلين أو الحسدة المبطلين أن الشيخ الصالح أبا يعزى كان من الجاهلين وقال: حدث عنه من رآه أو سمعه أنه كان لا يحفظ من كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما يصلي به مثل المعوذتين وسورة الإخلاص وحسبك ممن هذا حظه من علوم الشريعة نقصًا” [١]

ليرد بقوله: “من نسب أولياء الله تعالى إلى الجهل فقد أعظم على الله الفرية وأوذن بحرب من الله بلا مرية”! [١] “ومن خدم أربعين وليًا، وصحبهم من عمره الطويل مليًا، حتى صار لمقامهم أهلًا، كيف يكون بالله والمسلمين جاهلًا؟! فإن قلت: إنه كان لا يحفظ القرآن، فكيف يكون وليًا للرحمن؟ ومن لا يحفظ سنة الرسول، كيف له بالتحقيق والوصول؟ فالجواب أن هذا بظاهره لا يقدح في الإمامة، فكيف في الوصول” [٢]


[١]دعامة اليقين في زعامة المتقين؛ مناقب الشيخ أبي يعزى، أبو العباس العزفي، تحقيق: أحمد توفيق، مكتبة خدمة الكتاب، ص٧٧. [٢] المصدر نفسه، ص٧٩.