لو سمحت لا تتدخل في شؤوننا الداخلية!
يكثر تردد هذه الجملة في وسائل التواصل، وهي التي تقولها دولة لأخرى حين تضبط عنصرًا أجنبيًا على أرضها يعمل لصالح استخبارات دولة معادية، أو لما تموِّل دولة انقلابًا في أخرى، يقولها حينها سياسيو البلدان لبعضهم، لا يُقصد بها ألا يقول أحد رأيه في سياسة تخص بلد أخرى! فأنت من بلد بقنواتها الفضائية، ويحضر ممثلوها المحافل الدولية، وترفع أخبارها على الشبكة العالمية، فتعرض ما عندها، وللناس بعدها آراء وأفكار، فمنهم المؤيد ومنهم الرافض، أم صار المؤيد كذلك متدخلًا في شؤونك؟ فاعتزل الكوكب على هذا!
ثم إن الأفكار بعدها تُنَاقش هل هي بعلم أو بجهل، وهو ما يسمى بالرأي العام، الذي قد يكون إقليميًا أو عالميًا، ولا علاقة له بالتدخل في العرف السياسي، إلا أن صفحات التواصل أظهرت في العديد من الناس، بأنهم ينفخون في أنفسهم حتى يحسب الواحد منهم بأنه أحد القادة الإقليميين، يصارع أنداده، لحفظ الحدود السياسية واستقلال القرارات السيادية، والجنون فنون!