فإن قالوا: إنها المكابرة هي التي دفعتهم، فيقال مثله في أوغسطين وغيره، ثم إنَّ العديد من النصارى قد أسلموا، وكذلك اليهود، وإن كانوا قلة بالنسبة إلى النصارى، إن إسلام العديد من علماء اليهود كان حدثًا مهمًا في تأريخ تلك المرحلة، ولذا جاء في القرآن (أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل) وذلك مثل عبد الله بن سلام وغيره، فهؤلاء لما رأوا أن موسى بشر بنبي من إخوتهم، وأن إسماعيل كان على معتقد إبراهيم، وأنه إذا فسد القوم لم يبق للعهد معهم بقاء، وأن النبي المبعوث هو ذو المحامد والأوصاف الحسنة، اعتقدوا به، بناءً على بشارات التوراة.