توضيح واضحات (1)
من المعضلات توضيح الواضحات، فما تقول وقد ظهرت على السطح آفات التعليم السيء على مدى أزمنة، في حال أحسنت الظن بأصحابها، دع عنك حميّة الجاهلية، والعصبية المصطنعة، وفي هذه الظروف العصيبة، يتولى العديد من بني جلدتنا الوكالة في جلد شعب اعتبر في يوم خط الدفاع الأول عن العرب والمسلمين.
تبدأ الحكاية مع مقولة: باعوا أرضهم، شهد التاريخ مثلًا بيع منطقة واسعة وهي ألاسكا من روسيا القيصرية للولايات المتحدة، إقليم شاسع، ذهب بعقد بيع وشراء، كان هناك دولة وهي روسيا القيصرية باعت لدولة وهي الولايات المتحدة قطعة أرض، تشكل اليوم جزءًا من الحدود السياسية للولايات المتحدة، لكن في حالة فلسطين كان هناك احتلال بريطاني لفلسطين، كما كان له وجود في غيرها من الدول المحيطة، وقرر هذا الوافد أن يعطي في هذه المنطقة تحديدًا، وكان يمكن أن يعطيها في أي منطقة أخرى، كيانًا لوافد آخر، كان هناك شعب خاضع للاحتلال، وفي ظل هذا الاحتلال كان هناك شيء اسمه وعد بلفور، الذي وعد الوافدين الجدد بإقامة وطن قومي لهم في هذه القطعة من الأرض.
في كل منطقة من الأرض تتعرض لهجوم أو احتلال يوجد صنف يسمون بالخونة، كما يوجد شرفاء، سجل التاريخ أسماء من سقطوا وهم يقارعون البريطانيين وأعدموا، كذلك من جاءوا بعدهم، هذا شيء متوقع وطبيعي، لكن هل يمكن أن تقيم دولة بوجود أنفار باعوك فحسب؟ هذا ما لا تثبته الوقائع التاريخية.
فأنت تسمع كل حين أراضي 48، هذه الأراضي لم سميت بهذا؟ الواقع أن إعلان دولة في هذه الأرض كان بعد أن اجتمعت جيوش عربية
(يمكنك معرفة جنسيتها حتى لا ندخل في حساسية النفسيات الوطنية)
في 1948، ودخلت الحرب وتعرضت للهزيمة، واختلطت دماء أبنائها بهذا التراب، بعد الهزيمة أقيمت دولة، على أرض تشرد أهلها، منتظرين الفاتحين الذين رأوها قضيتهم أصلًا، وأنهم يدافعون عن أنفسهم فيها، ولكن هذا التدخل أعقبه ضياع مناطق تدعى باسم 48، إذن هذه المناطق الشاسعة في 48 سقطت لأسباب غير البيع ولا الشراء!
ثم بعدها تسمعون بأراضي 67، هذه الأراضي الشاسعة التي يمكن مراجعتها وقعت أيضًا بعد هزيمة مسجلة في التاريخ لدول عربية، أي هناك شعب أعزل، تعرض لما سمي بانتداب، ثم انتظر من يخلصه، فوجد أن الأرض سقطت مرتين في 48، و67، فلا يمكن لأنفار باعوا أنفسهم أن يعطوا خصمًا ما يمكنه من تملك تلك المساحات يا أستاذ!
في 1967 وصل المحتل إلى داخل مصر مثلًا، وأخذ سيناء، بمعنى أن دولة بكامل جيشها، ومساحة أرضها، وقعت تحت نفوذه، وبعدها تتعجب من شعب أعزل، لم يكن يملك دولة، ولا جيشًا، كيف أن يحصل هذا له؟