هناك خطاب يتكرر كل حين بين من ينتسبون إلى العلمنة حين يخالفهم شخص، إذ يبدأون بالتنقير في سلوكه في حياته الشخصية، لتعييره به، على أنه مسقط لكلامه!

إن لم يُقبل كلامهم انقلبوا إلى محاكم تفتيش! يطالبون بفصل الدين عن الدولة ثم يبرزون في وجه من خالفهم أكثر المحاكمات الدينية غلوًا!

فالنقاش في قانون إنما هو فيما يفترض أن يكون وهذا لا يسقطه ما هو واقع وكائن، ولا تعارض بين الاثنين أصلًا، وقد جاء صحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: “أصبت حدًا فطهّرني”، وبمنطقهم من وقع في خطأ لا يحق له أن يطالب بمحاسبة المخطئين أو إصلاح قانون مجحف أو باطل، فكأنهم يريدون أن يعمموا حالة اللا عدالة والفساد لأن كل البشر خطَّاؤون! والأخلاق والقوانين إنما جاءت لتحسين وإصلاح الوضع القائم لا إقراره فضلًا أن تؤدي إلى ما هو أسوأ منه!