هذه هي النتيجة المتوقعة لتلك الكمية الهائلة من التفسيرات المثالية التي جعلها أصحابها محك الإيمان، بحيث أضحى غائبًا كلام من تكلم عن موضع العقل بأنه في الدماغ كما هو قول أحمد بن حنبل (٢٤١ هـ)، إلى ابن تيمية (٧٢٨هـ): “مبدأ الفكر والنظر في الدماغ” وأنه منه الابتداء وإليه الانتهاء.

بل قد يلمزه بعض المتشرعين بأنه قول إلحادي! وافق المادية، فلما يلقون حجة كهذا ماذا سيصنعون؟ المتوقع أنهم سيظلون مصرين على أن الدماغ ليس مصدر التفكير، مستعينين بتركة الفلسفة المثالية وبالخصوص القروسيطة منها.

ثم يأتي من يفرح بكلامهم ليقول: حسن هذا ظنهم لعلومهم في ذاك العصر وأكده الدين لهم بشكل حتمي، علمًا أن وجود من فسر أن العقل في الدماغ في العصر المتقدم ينفي المقدمة القائلة بأن الإسلام فسر عملية التعقل بشكل حتمي بطريقة مثالية مما يظهر أن الأديان بجملتها منتج بشري خاضع لسقف العلم في ذاك الزمن!