حين أشاهد صورة قديمة لوائل غنيم، تقفز إلى خيالي صورة تروتسكي للشبه الملحوظ بينهما في الهيئة.

تروتسكي عانى الحرمان، وسوء التعليم النظامي فحرص على تعويض ذلك بالقراءة المكثفة، اشترك بالثورة على القيصرية، خطيب الثورة ومهندس لكثير من استراتيجياتها، أسس الجيش الأحمر وقمع خصوم الثورة، واحتد الخلاف بينه وستالين الذي نفاه، حتى قتله أحد عملائه في منفاه.

مع ضخامة ما اشترك به تروتسكي، ومع جسامة ما خسره حيث كان يمكن أن يخلف لينين في قيادة الاتحاد السوفييتي، إلا أنه حين هزم ورأى ما اعتبره [الثورة المغدورة] وخصمه ستالين يعني لا أخذ ولا عطاء، بقي متزنًا وصار متفرغًا للكتابة في منفاه وأنجز أعمالًا عظيمة ومؤلفات كثيرة في مراجعة مواقفه ومحاولته دراسة أسباب الفشل.

في حين كان غنيم يتحدث عن الآلف التي تقاضاها في وظيفته، وتعليمه الجيد، ويوزع بكاءه في لقاءاته، ثم بعد الفشل: الحشيش والجمل المقطعة في استعراضاته الطويلة.

الشبه بينهما عرضي لكنه موحٍ، يطلُّ حين أجد من يحاكي أزمة فيلسوف بتصنّع، ويظهر إرهاقه الفكري بتكلّف، ولا يتحدث سوى بحذلقات وانهيارات، كأن الفيلسوف تروتسكي، وتلك النسخة الحديثة بالألوان لغنيم!