قوانين امتيازات أجنبية!
يخيل إليك في خطاب بعض المتشرّعة أن الإلحاد امتياز يعطيه حقوقًا لا تكاد تسمع ما يقاربها في كلامهم مع أهل الإسلام، فتجده يقول للملحدين: يحق للإنسان أن يختار بين الكفر والإيمان، لكنه لما يتجه نحو مخالفيه من المسلمين: من أنت حتى يكون لك اختيار أو ترجيح! ويترنّم:
يقولون هذا عندنا غير جائز *** ومن أنتم حتى يكون لكم عند!
يحق للملحد أن يسأل ويعترض، ولكنه مع مسلم: إما الموافقة أو المفارقة، فأن يتبنى إنكارًا صريحًا للخالق ويناظر عليه فذا حق مكفول، إن جهر مسلم بموقفه من بدعة أو قال مقالة وصفها بالكفر تسارعوا في الإنكار عليه، ووصفه بالجمود والتطرّف والخفة والصبيانية.
الملحد باحث عن الحقيقة والمجتهد يصيب ويخطئ ومن طبيعة الإنسان أن يخطئ، وفي خطابه تجاه مخالفيه من المسلمين: لا يحق لك الخروج عن المذاهب الأربعة المتبوعة وللاجتهاد شروط لا تتحقق في واحد من أهل العصر!
حتى امتد هذا الأمر إلى السلوك، فتجد أن بعض الملحدين لما كانوا ملتزمين لم يحفل بهم أحد، ثم لما أعلنوا إلحادهم سارع هؤلاء المتشرعة إلى لقائهم ومحاورتهم بلطف، وبث اللقاءات دون أن ينسى بروتوكول اللياقة: تفضل أستاذ، كما تكلم الأستاذ!