زيادة ونقصان..

هناك مثل يقول الزائد أخو الناقص! وهذا كما يقال: أبعد نقطين في الدائرة من جهة هما الأقرب إلى بعضهما من جهة أخرى، فالتطرف قريب التطرف المقابل.

هذا ملاحظ بشكل كبير بين الملحدين العرب، تجده كلما جدَّت جريمة معينة وعرف أن فاعلها مسلم؛ كتحرش أو اغتصاب يقول: الكاميرات التي رصدته خير من ملائكة السماء التي كان يعتقد أنها تكتب أعماله، أي بأن الدين إن وجد فساد في المؤمنين به فهذا دليل على فساده، وهكذا تجد من يبحث في الصور الشخصية لمرتكب جرم فيجده مصليًا أو عند الكعبة ويقول انظروا يا جماعة!!

هذه الفكرة تقول بأن المسلم لما يرتكب معصية أو جريمة، فهذا دليل على فساد دينه أو الدين نفسه، الدين هنا كأنه قطعة واحدة يزول تمامًا عند جرم، هذا يظهر لك لو أن هؤلاء أسلموا، فإن أكثر تصوّر ديني مرشح ليكون الأقرب إلى تصوُّراتهم: الخوارج.

وهم من أكثر المتحمّسين لهذه الفكرة لكن من جهة مقابلة، إن فعل مسلم كبيرة مثلًا سيقولون هو كافر، لأن دينه لو كان صحيحًا ما فعل هذا، فيستدلون على ذهاب الدين تمامًا بذهاب بعضه في عمل المرء، ليس نظام الفكرة هنا إلا واحدًا، إن وجد دين يجب أن يكون كاملًا في التطبيق أو ليس هو في الحقيقة إلا مجرَّد دعوى!

هذا المنطق في هذه الفكرة يظهر أي قوم صرفوا عن الانتساب إلى الإسلام، فهو اليوم يزعم إلحاده ويقول دين فاسد تجد أصحابه يفعلون ويفعلون، لكنه لو انتسب إلى الدين فمتوقع أن يقول مثله ويخوض حربًا ضد باقي المسلمين الذين يرى أنهم كفروا لأعمالهم بحجة أن هؤلاء دينهم فاسد كذلك.

ولذا تجد في الحديث جاء في وصفهم “يقرأون القرآن …. يمرقون من الإسلام” حين يكون المنطق واحدًا من جهتين متقابلتين.