هذا الكلام في أي كتاب من كتب شرح السنّة؟ في فتح الباري لابن حجر مثلًا! أم شرح النووي؟ أي مطلع على الحديث سيعرف أن فيه سندًا ومتنًا، ويعلم أنه لما يقرأ ترجمة راوٍ يجد في ترجمة كثير منهم: شيعي، سبئي، خارجي، قدري، معتزلي، ونحو ذلك! وسيضطر لفهم هذا! وإلا فليشتعل بغير كتب الحديث.
إن التعرض لهذه المسائل من صميم كتب السنة المشروحة أصلًا، لما يقرأ في صحيح البخاري “قال بعض الناس” سيذهب إلى الشرح ويعلم أن البخاري قصد بهذا الرد على أبي حنيفة مثلًا، وحين يصل في البخاري إلى كتاب الإيمان يعلم أنه يرد على المرجئة، وحين يصل إلى كتاب التوحيد يجد فيه الرد على الجهمية، كذلك الأمر في باقي كتب السنن! الرد على الجهمية في الرؤية، في الكلام وغيرها. سيجد طرق حديث الخوارج في صحيح مسلم، وبداية القول في القدر ويقرأ عن معبد الجهني، وإن وصل لمسند أحمد سيخرج له من الرواة من يقول: هذا أشد حديث على الجهمية، أو يأتيه تعليق من عبد الله بن أحمد حين يروي أحمد عن ابن المديني معلقًا بأن هذا كان قبل المحنة حيث لم يرو عن ابن المديني بعدها لإجابته فيها! دع عنك كتاب الأشربة لأحمد فالرد فيه على من أجازه من الكوفيين، وإن قرأ في مصنف أبي شيبة سيجد كتابًا في الرد على أبي حنيفة وهكذا كتب السنة، فأي كتب سيشرح إن لم تكن هذه؟!