يُعرف فقه الرجل من سؤاله.

وليس من ذلك بداية لما تسأل شخصًا وتناظره، مثلًا: ما قولك في كذا، تجيب، فيقول: ولكن قد يقال، فتجيب، قد يقال! هذا يا صديقي ما اسمه؟ هذه مناظرة! والتي قد تأخذ من الوقت ما لا يفيد أحدًا.

الأمر الآخر، أولويات السؤال في اهتمام الرجل، يعني لا تأتِ بسؤال مرة من الشرق وأخرى من الغرب، لا يعقل أن اهتمامك منصَب في الأمرين معًا في الوقت نفسه.

عندك أسئلة حفلة التبضع، لما يأتيك من يقول: لو سمحت أريد أن أطلع على الفلسفة مثلًا، لو تضع لي برنامجًا قد تكتبه في أسبوع وهو قد ينظر إليه وقد لا يفعل، لكنه يريد برنامج تعليم على تشكيلة مداخل للفلاسفة، على رشة محاضرات! على أفضل الطبعات، أحسن الترجمات، هذا المتبضع غالبًا لا يعنيه شيء غير تمضية وقت، أنت ينبغي أن تسأل عن كتاب فإن أنهيته سألت وهكذا.

الأسئلة فيما لا يمكن بحثه بضربة زر على جوجل، فالشبكة التي تصلك بمن تسأله تصلك بجوجل، ابحث وبعدها اسأل، أما أن تقعد وأنت الطاعم الكاسي فما اسمه هذا؟

الأسئلة المحروقة، التي يضج الكوكب بمن يتكلم فيها، فهذه لا ينبغي أن يصدق المسؤول أن قوله سيقلب كيانك ويقرّب ضالتك.

الأسئلة الشخصية العائمة، تزوجت امرأة ووالدها كان عنده محل، وفصل رجلًا من عنده لأن البواب قال فيه ثم هو ثم هي! يا رجل يكفي صداعًا فلا أقدر على حل مشكلاتك!

الأسئلة فيما لا يريد المسؤول الجواب عنه، لا ينشط لها فتتابع الإلحاح يميت الحرص على الإفادة.

الأسئلة المكتفية ذاتيًا، من عينة: ما قولك فيما قاله الفاجر فلان المستحل للحرام أن ذاك حلال، هنا أنت تحدد الجواب فلم تسأل!

الأسئلة التي تنبئ بعدم اهتمامك بما قاله المسؤول من قبل، مثل من يكرر الكلام في مسألة ويكتب فيها ويخطب ويصنّف فتعيد عليه السؤال فيها!!