من أطرف الشخصيات الخارجة عن المعهود من سمت رجال الحديث الأعمش سليمان بن مهران، رجل لا يحب التصنّع، حاد النقد بسخرية فكاهية، مما هال غيره فرموه بسوء الخلق، وهل كان مثل الأعمش يعبأ بمثل هذا التقييم؟ وهو المترفّع على أهل عصره، ورغم امتلائه بالعلوم الدينية، إلا أنه كان من أبعد الناس عن الحرص على الهالات التي ترسم حول من لا يبلغون عُشر معرفته، ويتصنّعون الوقار والهيبة، نموذج للحيوية، للعلم المَرِح.