رسالة أموية إلى بعض من خرج عليهم، كَتبها عبد الحميد الكاتب:

“سترد عليك جنود الله المقرَّبون … ليس فيهم إلا شاكٍ محتنك، في الحرب مجرَّب، قد شرب عن ناجذ الحرب وأكل، ذو شقشقة وكلكل، كأنما أُشرب وجهه نقيع الحِنَّاء، قد رئم الحرب ورضعها، وغذته وألفها، فهي أمه وهو ابنها، يسكن إليها ويأنس بقربها، فهو بطلبها أرِب، وعلى أهلها حَرِب… حين يشتد الوغى، وتخطر القنا، وتقلص الشفاه، وتُسفر الكماة، فعند ذلك تسلمك المُرد، وتكشَف عن الجرد، فتأهب لذلك أهبتك، واخطب له خطبتك، من المساكين والحَوَكة، ثم كيدوني جميعًا فلا تنظرون”

(عبد الحميد الكاتب وما تبقى من رسائله ورسائل سالم أبي العلاء، دراسة وإعداد: إحسان عباس، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان-الأردن، الطبعة الأولى: ١٩٨٨م، ص٢١٤.)