كاتب صدر له عدد من الكتب، شيء متوقع أن يقرأها الناس ويقولوا آراءهم فيها، لكنه لما بلغه ثناء على كتابه من معيّن يخالفه، كتب منشورًا يستعرض فيه ذلك الثناء ثم يقول بأنه أزال بهجة الكتاب وبدأ يستعرض مواقف يخالف فيها ذلك المثني عليه! وأنه لا يعنيه ثناؤه ونحو ذلك.
أنت كاتب يقرأ لك الجميع، كونك تطبع يعني كتابك يقرأه من توافقه ومن تخالفه، بل حتى المسلم وغير المسلم، وما هذه الطريقة أن يقول لك رجل كتابك جيد فتنفعل وتبدأ باستعراض مخالفتك له!!
فالمقام ليس مناظرة حتى تقول هذا، ولو لم يعجبك مدحه لكان لك في السكوت غنية، بدل تصفية الحسابات بمثل هذا المستوى، ولا أرى إلا أن هذا الكاتب رفع من خصمه من حيث أراد ذمه، فخصمه لم يمتنع عن مدح كتابه وإن لم يوافقه، وهذا أزعجه ذلك الثناء كونه جاء من مخالف له.