بعد وفاة حاتم علي سمعت مدحًا كثيرًا لمسلسل [عمر] الذي أخرجه، وكنت قد قرأت الحوار الذي أجراه معه فجر يعقوب، الذي تطرق فيه حاتم إلى المسلسل ونافح عنه، داعيًا إلى مشاهدته، وتقديم نقد حقيقي له بدل الإشاعات.
شاهدتُ عددًا من حلقاته وعجبت للثغرات الفنية فيه، فشخصية عمر فيه مسحوقة فنيًا، الصوت فيها مدبلج، كواحد يقرأ من جريدة، يفتقد إيماءات الوجه وأخصها العينين والفم، كأنه آلي! مع وجود شخصيات في المسلسل بصوتها الحقيقي، وانفعالاتها تفوق أداء الشخصية الرئيسية.
مسلسل يحمل اسم الشخصية الرئيسية فيه لا بد أن يكون الأداء لا ينزل عن المحورية، على سبيل المثال أداء عابد فهد في [الحجّاج]، سلوم حداد [الزير سالم]، أما الفلترة الصوتية والدبلجة، وعدم رصد الانفعالات والإيماءات فقد سحق الشخصية، تكررت الدبلجة مع أكثر من شخصية مثل علي كذلك في المسلسل.
أما عن السيناريو ففيه ثغرات منفِّرة، كالحوار المفترض قبل الهجرة، حين يدعو أبو حذيفة أباه عتبة إلى الإسلام:
“الله الواحد القهّار الذي أمر الناس أن يعبدوه ويتخلَّقوا بمثاله” [ح٤، د٣٠]
فهذا قاله بعض المتصوفة الذين نصروا [عالَم المثال] لاحقًا بعد دخول الفلسفة الأفلاطونية، وفيها حديث باطل [تخلّقوا بأخلاق الله] ولا يوجد هذا الطرح في زمن الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف بوجوده وهو بينهم!