البداية من السودان… هل هي مناهج تعليمية أم دعاية إيدلوجية وحزبية؟

لقد ظل المدافعون عن عمر القراي مدير المركز القومي للمناهج بوزارة التربية والتعليم السودانية، يرددون بأنه رجل مهني، ولا علاقة لإشرافه على إعداد المناهج بتوجهاته الإيدلوجية حيث إنه ينتمي إلى ما يسمى بالفكر الجمهوري.

ثم صدرت المناهج، التي بددت هالة المهنية المزعومة لمعدّيه، ولا تزال الانتقادات تتوالى في بيان ما اعترى المحتوى من سقطات، ووصل الأمر بسطور تلك المناهج إلى أن تكون منسوخة في العديد من المواضع عن [ويكبيديا] أو صفحات من فيسبوك، كما كان لا بد لقراي أن يخوض حربه الدعائية، ففي الوقت الذي حشا كتبه، بصور حقيقية للوحات أوروبية في التعريف بتاريخها، كلوحة خلق آدم لأنجلو، وموناليزا دافنشي، لم يجد ما يفتتح به عن الممالك الإسلامية، إلا رسم كاريكاتيري كالمنشورات الدعائية.

تغافل عن صور الحربين العالميتين، عن أول تجريب للقنابل الذرية فوق الجماجم البشرية، وقد صارت تعرض ملوَّنة، وصورة ذلك الجندي الذي يطلق النار على أم وابنها، وهي حقيقية، لكنّه آثر في التاريخ الأوروبي عرض اللوحات الفنيّة متناسيًا الحروب الدينية، القومية، العرقية، الطبقية، لكن في تاريخ الإسلام كان لا بد له أن ينافس شارلي إيبدو!