إنه هنا يتحدث عن معنى مخصوص للوجود، وهو مماثل لإله جهم بن صفوان، ثم يزعم أنه بيّن عنده جدًا، ولكنه ليس بينًا عندنا، ويرد على المخالفين بتعديل بيت للمتنبي! حسن نحن ندرك حسيًا وجود النهار، لكن ذلك [الوجود] يمتنع عليه الحس، تفضل كيف عرفته؟! لا شيء، إنه إيمان اعتباطي بوجوده، ونقد كانط على البراهين اللاهوتية الثلاثة المسجل في كتابه [نقد العقل المحض] ينطبق تمامًا على أي استدلال يقوم به شايع على ذلك [الوجود] المزعوم.
لم يفعل شايع شيئًا سوى أن أعاد مقالات الجهمية متلقفًا إياها من زاوية ألمانية، وبعدها يتندر بابن تيمية ويقول رجل عاش قبل كذا قرن! كيف سنستفيد منه اليوم، وهو يعيد مقالات قيلت قبل ابن تيمية، وردها ابن تيمية وبين عوارها.
إن ذلك الوجود ما هو إلا تجريد ذهني من الموجودات المعينة، كما يبيّن ابن تيمية، إن وجوده ذهني، لا حقيقة له في الخارج، فلا يوجد في خارج الذهن سوى المعيّن، القابل للحس، لا الكلي، فلا يوجد خارج الذهن إلا الأشياء وصفاتها التي تقوم بها، لا حقيقة لوجود كلي، واجب وهو مع ذلك ليس شيئًا خارج الذهن.
[1] الوجود والوعي، شايع الوقيان، جامعة الكوفة، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: ٢٠٢٠م، ص137. [2] الوجود والوعي، شايع الوقيان، ص133. [3] الوجود والوعي، شايع الوقيان، ص275. [4] الوجود والوعي، شايع الوقيان، ص151. [5] الوجود والوعي، شايع الوقيان، ص133. [6] [7] الوجود والوعي، شايع الوقيان، ص135.