“وابن سينا وأتباعه لما ادعوا أن واجب الوجود هو المطلق بشرط الإطلاق لم يمكنهم أن يجعلوه مطلقا عن الأمور السلبية والإضافية بل قالوا وجود مقيد بسلوب وإضافات لكنه ليس مقيدا بقيود ثبوتية وقد يعبر عن قولهم بأنه الوجود المقيد بكونه غير عارض لشيء من الماهيات وهذا تعبير الرازي وغيره عنه لكن هذا التعبير مبني على أن وجود غيره عارض لماهيته وهو مبني على أن ماهية الشيء في الخارج ثابتة بدون الشيء الموجود في الخارج وهذا أصل باطل لهم فإذا عبر عنه بهذه العبارة لم يفهم كل أحد معناه وأما إذا عبر عنه بالعبارة التي يعلمون هم أنها تدل على مذهبهم بلا نزاع انكشف مذهبهم وإذا قالوا هو الوجود المقيد بقيود سلبية كان في هذا أنواع من الضلال منها أنهم لم يجعلوه مطلقا فإن كونه مقيدا بقيد سلبي أو إضافي نوع تقييد فيه وهذا القيد لم يجعله أحق بالوجود بل جعله أحق بالعدم ومعلوم أن الوجود الواجب أحق بالوجود من الوجود الممكن فكيف يكون أحق بالعدم من الممكن” [11].
وذلك لأن “المطلق بشرط الإطلاق من المعاني، ليس له وجود في الخارج [أي خارج الذهن]، فليس في الخارج إنسان مطلق، بل لا بد أن يتعين بهذا أو ذاك وليس فيه حيوان مطلق، وليس فيه مطر مطلق، بشرط الإطلاق” [12]. ولكنّ ابن تيمية في نظره قديم، حتى ولو كان شايع يعيد دروشة من رد عليهم ابن تيمية!
[1] الفلسفة بين الفن والأيدلوجيا، شايع الوقيان، ص136. [2] انظر: دفاعًا عن المادية والتاريخ، صادق جلال العظم، دار الفكر الجديد، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: 1990م، ص224. [3] رسائل حنا آرندت، ومارتين هيدغر، ترجمة: حميد لشهب، جداول للنشر والترجمة، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: 2014م، ص43. [4] دفاعًا عن المادية والتاريخ، صادق جلال العظم، ص200. [5] العقل والمادة؛ بحث فلسفي، ماريو بونجي، ترجمة وتقديم: صلاح إسماعيل، المركز القومي للترجمة، القاهرة، ص114. [6] دفاعًا عن المادية والتاريخ، صادق جلال العظم، ص192. [7] دفاعًا عن المادية والتاريخ، صادق جلال العظم، ص197. [8] دفاعًا عن المادية والتاريخ، صادق جلال العظم، ص192. [9] الفلسفة بين الفن والأيدلوجيا، شايع الوقيان، ص59. [10] دفاعًا عن المادية والتاريخ، صادق جلال العظم، ص192. [11] الصفدية، ج1، ص297. [12] مجموع الفتاوى، ج2، ص166.