تجد من يتندر بالاصطلاحات الغربية المستوردة، أركيولوجيا، إبستملوجيا، ويتغافل عن الاصطلاحات التي امتلأت بها كتب التراث، كالمنطق، والجوهر، والسفسطة، والهيولى، والإسطقس، حتى صار هناك من يقول في حدّ الإنسان إنه حيوان ناطق، وآخر يقول عاقل، وما ذلك إلا لأن الأصل المتَرجم كلمة تطلق على الاثنين!
يقول: حديثي عن محاكمة التراث إلى المستورد، هل يقصد مثل عدم ثقة الغزالي بعلوم من لم يتقن المنطق، وجعله في بداية أصول الفقه؟ أم إنَّ المعلم الأول؛ أرسطو كان نجديًا دون أن يعلم الناس!
قد يقول: لكني أنكر على المشتغلين بالغربيين وتعظيمهم، والحط على المسلمين وعلومهم، أيقصد مثل الرازي الذي كان يقول: “قال الإمام أفلاطون” ولكنه في كتاب التوحيد لابن خزيمة يقول: هو [كتاب الشرك].
لا هو لا يقصد إلا من نطق بإبستملوجيا وأنطلوجيا، دون الغزالي والرازي وأضرابهما، فبعض الخطابات عن الأصيل والمستورد مجرد جعجعة قومية، ترديد لصدى الحديث عن الاستقلال من [الاستعمار]، لا علاقة لها بالفكر الجاد في قراءة التاريخ وفلسفته، لذا تجده يتغنى بكل من سبق ولكن تدور عيناه من الغيظ إن سمع كلمة غرب، فيقال له: [اليونان] أس الحضارة الغربية، فانظر في تاريخك من عبَّ منها!