الوصايا التي لا يختلف عليها أحد لا تصنع مخالفين لها، ولكنها في الختام تعطي كل سامع ما يشتهي، فيحسب موافقوها أنهم متفقون رغم خلاف تصوراتهم، تجد من يقول لا بد أن تتكلم بعلم مثلًا، مع أن أحط خرافة قد تقدَّم على أنها علم، من عينة: على العالَم أن يفكّر بشكل صحيح، فكل من يهزون رؤوسهم، يزعمون أن ما هم عليه هو الصحيح وهكذا، هذه الوصايا وأمثالها قد يتسنمها جهلة يرددونها ويغترون بكثرة التصفيق، فيحسبون أنهم يُحدثون تغييرًا، وما ثَم إلا ما يطلبه المستمعون.