بدأ البحث العلمي في موضوع آلية هضم الإنسان قبل حوالي ٢٠٠ سنة، عندما تعرض ألكسيس سنت مارتن في يونيو ١٨٢٢ إلى إطلاق نار وهو في في ١٨ من عمره من مسافة متر واحد.
وكان بقرب المكان وليم بيمونت وهو جرّاح شاب، الذي وصل بعد ٢٥ دقيقة إلى الموقع، ووصف حالة أليكسيس بقوله: قسم كبير من الجنب أزاله الانفجار، الأضلاع مكسرة، وحدثت فتحات إلى تجاويف الصدر والبطن، ومنها خرجت أمعاء ناتئة من الرئة والمعدة وقد تمزقت واحترقت على نحو سيء وحدث ثقب يقود مباشرة إلى المعدة"
وقد أخذ بيمونت الشاب إلى منزله، الذي أثار الدهشة هو بقاؤه على قيد الحياة، وبعد عدة أشهر استأنف المريض نشاطه ورغم أن جرح المعدة الذي كان بحجم قبضة اليد قد التأم إلا أنه لم ينغلق تمامًا، وبهذا بدأ بيمونت التجريب بإدخال المواد الغذائية المتنوعة من الثقب ودراسة آلية هضم المعدة التي كانت مرئية، واستمر بتسجيل ملاحظاته ٨ سنوات.
وقد بدأ سنت مارتن بالتذمر من الاهتمام العلمي به، وعندما اقترب أجله وقد بلغ ٨٥ عامًا شعر بأنه تعرض لإساءة المعاملة، فامتنع عن التعامل مع بيمونت وشاركته أسرته هذا الإحساس، وقد رغب وليم أوسير الذي يوصف غالبًا بأنه أبو الطب الحديث في دراسة جسد سنت مارتن، وشراء معدته، لكن عائلته رفضت العرض، واستبقوا جثمانه ٤ أيام ليتأكدوا من تفسخه، ثم دفنوه في قبر بعمق استثنائي لإحباط أي اهتمام طبي بحالته.
(انظر: قدحة نار؛ دور الهي في تطور الإنسان، ريتشارد رانغهام، ترجمة: فلاح رحيم، دار كلمة، أبو ظبي، الطبعة الأولى: ٢٠١٠، ص٩٠-٩٤)