أبو الفداء ابن مسعود صاحب [القول المسبوك] يرد عليَّ في فيسبوك! (٢)
في موضوع الفقر حرص أبو الفداء على بيان أنني اقتبست منه “اقتباسًا مبتورًا”، اسمه اقتباس، أي نقل موضع الشاهد، لا ينبغي الخلط بين الاقتباس وبين تفريغ محاضرة.
لا أطيل على القراء في بيان أن ذلك الاقتباس يبين موقف أبي الفداء بشكل جيد في المسألة، فسأنقل كلامه هو الذي وضعه في الرد عليّ، في موضوع الفقر، أشكره بحرارة على تكلّفه تفريغ كلماته وإعادتها، نقل قوله من المحاضرة نفسها:
“فقر إيه يا أهبل منك له اللي أنتم عايزين نظام سياسي بحيث لو طبق فسيقضي عليه؟؟! ليس في مقدور البشر مهما عملوا أن يغيروا سنن الله الكونية! ولا يجوز أن يظن بالله تعالى أنه يجعل في شريعته ما إن عمل به، أو عمل به مجتمع ما، بكليته كده، فستتبدل فيه السنن الكونية على أثر ذلك! هذه من الآفات العقلية الكبرى في ذلك المنطق الأوروبي الفاسد في النظر في مسألة الاقتصاد والتنظير المعياري السياسي للمجتمعات ولسياسات الحكومات”
الذي يتضح من هذا أن أبا الفداء يعتبر فكرة القضاء على الفقر جنونًا، لأن الفقر من سنن الله في الكون، يجب التصالح مع هذه الفكرة، أليس هذا واضحًا؟ إن الفقر عند أبي الفداء من سنن الله، من أراد القضاء عليه فهو يصادم سنن الله! ومن يسعى لهذا فهو متأثر بالعقل الأوروبي الفاسد.
يوضح أكثر: “الله تبارك وتعالى لم يكلفنا بتغيير سننه الكونية والتعديل على خلقه، حتى نرجو أن إذا عملنا بشريعته وجعلناها هي نظام البلاد، فلابد أن يأتي يوم في المستقبل يقال فيه إن الفقر (مثلا) قد انقرض في “المجتمع” وقضي عليه إلى غير رجعة”
بمعنى لن يتم القضاء على الفقر، بل ولا السعي لذلك الجنون بشريعة أو بدونها، بل إنه يسمي فكرة محاربة الفقر بهذه الطريقة من التعديل على خلق الله! كأنه يشير إلى فعل الشيطان (ولآمرنّهم فليغيرن خلق الله)، الفقر موجود وسيظل موجودًا إنه خلق الله!
سيظل مظهرًا طبيعيًا في الدولة، شيء متوقع وعادي أن تجد الفقر، بشريعة أو بدونها، إما الغريب والجنوني عنده هو الدعوة لسحقه فذلك تعديل على خلق الله، تلك الفكرة [الخبيثة]، و[الآفة العقلية] و[الهبل] التي قالها [ماركس] اللعين-لا هذه من عندي!
أليس مقصده واضحًا؟ رغم ذلك تتحرك فيه متلازمة وصف [الخبيث] التي يطلقها كما يظهر على أشياء كثيرة من خلق الله ما لم تكن فيها دعوة للقضاء على الفقر، فكان متوقعًا منه أن يصف اقتباسي ب [الطريقة الخبيثة].
يتبع ….