أبو الفداء ابن مسعود صاحب [القول المسبوك] يرد عليَّ في فيسبوك! (١)
أبو الفداء صاحب الكلام عن الفقر، يرد عليّ ويقول [اقتطعت كلامه] ولم أفهمه، ولم ينسَ أن يعَرَّفني بأنني [الباحث المتفلسف]، لموقفه من [الفلسفة] ولا ينسى أن يعرِّف نفسه للقراء تلميحًا-لربما للتواضع-بأنه أحد العلماء.
البداية الغريبة كانت برده الذي جاء على فيسبوك
كان قد كتب كتابًا في تحريم هذا الموقع [الخبيث] لا أقول إلا أن الموضوع غريب فحسب، فلمَ ينفعل من تذكيره بموقفه من موقع فيسبوك فاعتبر ذلك من سلوك [أهل الأهواء]! لا أدري ما العلاقة السببية بين تذكير شخص بموقفه وبين الأهواء، لست أنا من كتب ذلك الكتاب بل أنت، فإن كان حقًا فافخر به، وإلا قل كنت على غلط، سهلة، لكن تغليط نفسه ثقيل عليه ذلك الذي يتحدث عن [الأهواء]، فالمشكلة لم تكن يومًا فيه، لم يخطئ [أبو الفداء] بل الموقع هو الذي فعل، أما أنتم فلم تفهموه غفر لكم الرب، قال:
“كان الموقع يومئذ على صورة وطبيعة تختلف كثيرًا عما صار إليه اليوم”
حسن ما الذي كتبته حينها؟ ليفهم الناس أنه كان يتحدث عن شيء مختلف تمامًا! قال:
“فساد معنى الصداقة وسحق الولاء والبراء … أول ما سجلت في ذلك الموقع اللعين، وجدتني قد أتتني دعوة لأضيف إلى قائمتي زميل نصراني قديم كصديق، فإن أنا فعلت ذلك وقعت في خرق عظيم جر علي وعلى عقيدتي وبالًا كبيرًا”
(القول المسبوك في حقيقة الموقع فيسبوك، أبو الفداء ابن مسعود، ص30.)
زميل له في الواقع هذا حلال لا شيء فيه، أما أن يكون الشخص نفسه على فيسبوك في قائمة الأصدقاء فهو وبال على العقيدة! والموضوع فيه [خرق عظيم]! لا أعرف كيف الأمر لو أن رجلًا تزوج نصرانية [وهو حلال شرعًا] ماذا سيتحول لو قبل صداقتها على فيسبوك!
الموضوع طريف إلى درجة أنه جعلني أتخيله مثلًا يتواصل مع هذا الزميل كثيرًا على الهاتف، ثم فجأة يكتشف أن رقمه رشح تلقائيًا في قائمة [المفضَّلة]! قد يحطم الجهاز، مجرد مزحة مع أبي الفداء أتمنى أن يأخذها بصدر رحب.
حسن، هل هذا تغيّر؟ الصداقة على فيسبوك، أم تراجعت أنت عن الولاء والبراء؟ أم لم تعد تراها كذلك؟ أنت من كنت تتصور أن المسألة عقائدية ما الذي تغير فيها؟ لقد اختصر الحديث دون أن يخطئ نفسه بل ليضعها في زمرة [العلماء] فقال:
“لو سلمنا جدلًا بأني كنت أرى تحريم الاشتراك … فكان ماذا؟ لم يزل العلماء تتغير فتاواهم لتغير صور المسائل”
نعم، ليس عقيدتهم، ولا الولاء والبراء، ولا أمر بمستوى إحداث خرق عظيم، أنت من جعل الأمر عقائديًا، أم تغيرت عقيدتك، ثم لا يزال يصر على [جدلًا] نعم، أفهم أنه صعب عليه أن يقول أخطأت، رغم أن العلماء الذي يفترض أنه منهم لما يتراجعون يقولون أخطأنا أول الأول لا جدلًا، لا إشكال هذا موقفك الشخصي لا تركيز عليه إلا من باب محاولة فهم طريقة تفكيرك حين تدلي برأيك باسم [الدين] في موضوع كالفقر.
.. ثم آتي إلى ما سطره أبو الفداء، عفوًا أحد [العلماء] في موضوع الفقر، في محاولة تلمس عقول بعض من يتحدثون في مثل هذه المسائل..
يتبع..