الفقر ليس من الألفاظ المجملة، ولا التي سكت عنها الشرع، بل قرنه النبي صلى الله عليه وسلم بالكفر في الاستعاذة: “أعوذ بالله من الكفر والفقر”، وكان يقول: “أعوذ بك من الفقر والقلة”. فلما يقول شخص بأنه لو أراد الله رفعه لأزاله، فهذه حجة جبرية، من جنس ما ذكره الله في القرآن: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ)، قال ابن جرير في ببان حجتهم: “لو أراد الله منا الإيمان به، وإفراده بالعبادة دون الأوثان والآلهة، وتحليل ما حرم من البحائر والسوائب وغير ذلك من أموالنا، ما جعلنا لله شريكًا، ولا جعل ذلك له آباؤنا من قبلنا، ولا حرمنا ما نحرمه من هذه الأشياء التي نحن على تحريمها مقيمون، لأنه قادر على أن يحول بيننا وبين ذلك، حتى لا يكون لنا إلى فعل شيء من ذلك سبيل”