يكتبون كلامًا لا يعنيهم معناه!
تجد منشورًا فيه أن فلانًا صادَق رأسًا من الخوارج مدح قاتل عليّ ببيتين سائرين، السؤال بحق: هل أنت مع الاقتداء بهذا الموقف؟ كمصادقة من يرى مثل ذلك الرأي في حينه، لكن هذه المرة في وقتك؟
بمعنى آخر لو أن شخصًا حرض على دولتك، ودعا لانتهاج العنف، بما يمس ساسة بلدك، ومجّد الفاعلين لذلك، هل ستتلطف معه، وتدعو إلى صداقته والإخلاص له، هل ستتسامح مع من يرى تكفير من تثبت لهم الإيمان، ويدعو إلى قتالهم؟
إن كان الواحد من هؤلاء لا يتسامح مع مخالف له فيما دون ذلك، بل في تعليق أو منشور، فكيف بهذا؟ إن كان يرى بأن تعليقًا يغض من حاله يهرع إلى الحرب مع فاعله، فكيف بما يمكن أن يرسله وراء الشمس؟
لكن الكلام التاريخي، جميل ما دام يحصد بعض الإعجابات، بخلاف الواقع الذي قد يحصد بعض الرؤوس! ميزة الكاتب الحقيقي أن يكون ملتزمًا ويفهم ما يقول حتى يقال فيه صادق، فما الفائدة وأنت تقول فلان صادق عمران بن حطان إن كنت لا تفعلها بل لا تدعو إلى فعلها مع من لا يبلغ عشر مقالات عمران!