انظروا تراثكم.. شريعتكم
هناك صنف تخلوا عن أي انتماء للإسلام والمسلمين، وبحجة معتقداتهم التي قد تكون لا أدرية أو إلحادية أو أي شيء كان، تجده في كل موجة إعلامية أو تحريضية ضد المسلمين في الصف الأول، لماذا؟ لأن له معتقداته الهرائية الشخصية، بالأمس مثلًا رأيت أحدهم مستغربًا لماذا ينزعج المسلمون من الرسومات ولا ينزعجون من البخاري الذي روى أحاديث تنقص من قدر النبي بزعمه، وهكذا هو في الموجة المضادة، هو في الجهاز الإعلامي الفرنسي بالتطوع.
قطاع من هذا الصنف هو الذي يدافع عن خطاب ماكرون، لا لم يقصد لا فهمتموه غلطًا، إنه تخصص اعتذار عن كل ما لا يقبل الترقيع، إنه يدافع عن عالمه الذي ينتمي إليه بوجدانه لا عن أمته التي يتقزز من أي ولاء لها، في حين كما هو معلوم دون حاجة لاستدلال أن الخطاب ضد الإسلام والمسلمين في الختام سيصيبه هو على مظهره، لكنته، على قضاياه الوطنية والسياسية إن كانت أصلًا في باله.
حينما تضطهد بوصفك يهوديًا عليك أن تدافع عن نفسك بصفتك يهودي لا مجرد إنسان عن حقوق الإنسان، هذا ما قالته حنا آرندت، لكن من يسمون بالمثقفين حديثهم عن حقوق الإنسان في أحسن الأحوال، في حين أن الموضوع يتعلق بصفة مسلم.
بعضهم يسوق آيات لا تعجبه وأحاديث، هؤلاء لا يفهمون أن الموضوع سياسي، وليس بحثًا أكاديميًا، التوراة فيها كل ما لا يعجبك أيها الليبرالي، أو أي شيء آخر، عن دخول يوشع إلى أريحا والوقائع المذكورة في العهد القديم مثلًا قد تدخل بنقاش ودي، لكن أن تخاطب اليهود بأن في دينهم ما يدعوا لقتل الآخرين، هذا سيدفعك إلى المساءلة مرارًا، بتهم أقل ما فيها التحريض عليهم، وذلك لتكاتف اليهود من باب قومي حتى لو كانوا ملحدين على رفض هذا وتشكيل لجان تتبع ما يسمى بمعاداة السامية.
لكن ذلك العربي البائس وجدها فرصة لينسخ مقطعًا من المغني لابن قدامة لم يعجبه، كأنه اكتشف ما لا يعلمه أحد، إنهم أولئك الذين يتقمصون دور الجالية الفرنسية في البلاد.