“فرانسيس بيكون وصل إلى منصب مستشار إنجلترا مرتفعًا إلى مرتبة أول رجل في البلاد بعد الملك، الأمر الذي يضاعف دوي سقوطه فقد اتهم بالرشوة!
صحيح أن الوثائق المتصلة بهذا الفصل تفتقر إلى تحديد واضح، مهما يكن من أمر، فإن أعداء بيكون حصلوا على أن يُحكم المستشار بالحبس المؤبد في برج لندن.
وقد افترض بعض الناس أن بيكون قَبِل بدور كبش فداء لتغطية شخص أعلى منه، بتعبير آخر: الملك؛ لذا سارع هذا الأخير إلى العفو عن فرانسيس بيكون، معطيًا إياه إمكانية كسب تقاعدي ريفي مريح، يجد فيه أخيرًا الوقت ليضع على الورق-في السنوات القليلة الباقية من حياته-أفكاره الرئيسية.
فلنهنئ أنفسنا بهذه الدعوى في الرشوة، إذ لولاها لكسبنا رجل دولة نزيهًا وخسرنا فيلسوفًا”!
(فلسفة عصر النهضة، إرنست بلوخ، ترجمة: إلياس مرقص، دار الحقيقة للطباعة والنشر، ص٩٧، باختصار.)