عقدة المسؤولية عن الكوكب!

تحصل إبادات فتسمع تصريحات: “نشعر بالقلق” ، “ننتظر نتائج التحقيقات الرسمية”، “ننتظر تقرير الطبيب النفسي” … “نراقب بعناية تدهور حقوق الإنسان”، “عقد جلسة لمناقشة خطورة الأمر” ولكن في غيرها تجد المسارعة بالحكم.

صديقي هل يتبع لك الشخص الذي تصر على المسارعة في موقفك تجاهه؟ هل سألك، هل أنتم تتبعون لجهة سياسية واحدة؟ إذن؟

هناك أقوام يتعاملون بطريقة وكأنهم مسؤولون عن ٢ مليار كائن بشري لا يعرفون عنهم سوى الأرقام التي تقدمها الإحصائيات أنهم مسلمون، على رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في عهد مع قريش، وكان هناك أقوام لا يتبعون الاتفاق كأبي بصير وأبي جندل، هل كان مسؤولًا عن أفعالهم من ناحية سياسية؟! لم يكونوا يتلقون تعليماتهم السياسية منه، لم يستقبلهم في المدينة لاتفاق، فلا تبعة عليه منهم، فهل دخلت باتفاق يشمل كل مسلمي المعمورة؟ حتى لو فعلت فهو هراء، فلا وحدة سياسية تشكل أساسًا له، هل يتبع جنسية دولتك وأنت في وضح حرج أمام الرأي العام؟

تخيل أوباما لأن في شجرة عائلته اسم إسلامي أنك مسؤول عن تصرفاته لو كان قد قام بالسطو على بنك، في حال لم يصبح رئيسًا للولايات المتحدة، بطبيعة الحال، العديد من الأحداث لو قام بها غير مسلم لسهل على كثيرين القول: مضطرب نفسيًا، لعله لم يكن بوعيه حينها، لعل الخلاف شخصي، أو نتابع بقلق الحادث، ننتظر التحقيقات، أو دعوا العلم يقول كلمته، الأطباء والخبراء النفسيين سيراهنون بوجود مشكلة لربما في دماغه منعته عن حرية الاختيار، وحصل هذا بعد التحقق من تشريح جثث بعض المهاجمين، أو تتبع سجلهم الطبي، هكذا يقولون.

لكن إن ذكر كلمة مسلم تجد ألف فم تنطق وتتكلم كأنها مطلعة على كل التفاصيل، وتفترض بالرجل أن يكون دارسًا للفقه المقارن، وأنه عمل بمنطق الفتيا ونصب نفسه مجتهدًا مطلقًا ويبدأ النقاش معه! يناقشون رجلًا لم يتكلم بشيء، ولا يعرفون عنه أي شيء.

في الإعلام الأمريكي ركز مايكل مور مرة على طريقة تعامل الإعلام مع حدث يرتكبه أبيض: “تعرض متجر كذا لسطو وفر المهاجم” أما الأسود: “اقتحم رجل أسود مطعمًا مهددًا” لابد أن يشيروا للونه! بخلاف الأبيض مجرد مهاجم.