“قوله تعالى: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا} أن الإنسان خلق في مبدء الفطرة خاليًا عن معرفة الأشياء ثم قال الله تعالى: {وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة} والمعنى أن نفس الإنسان لما كانت في أول الخِلقة خالية عن المعارف والعلوم فالله تعالى أعطاها هذه الحواس لتستفيد بها المعارف والعلوم.
…إن النفس كانت في مبدء الخلقة خالية عن جميع العلوم إلا أنه تعالى خلق السمع والبصر فإذا أبصر الطفل شيئًا مرة بعد أخرى ارتسم في خياله ماهية ذلك المسموع، وكذلك القول في سائر الحواس فتصير حصول الحواس سببًا لحصول الماهيات المحسوسات في النفس والعقل”
(الدرة السنية في الرد على المادية، علاء الدين البغدادي الحنفي، المطبعة العمومية بمصر، ١٣١٣هـ، ص١٦-١٨.)