ما لا يُرغب في سماعه، لكن للاستفادة.

أي قضية يمكن أن تستغل، أن يُتاجر باسمها، كما يمكن أن يُدافع عنها، وكما كان هناك مخلصون كان هناك مرتزقة، هذه المرة سأسلط الضوء على شيء من تاريخ كالح.

يبرز جانب خفي بما يتعلق باستغلال اللاجئين، من حيث تحويلهم إلى قتلة مأجورين، بعد استقبالهم بحفاوة، تتكرر هذه المسألة في كل الأحداث الحربية، والحديث هذه المرة عن صبري البنّا، المكنى بأبي نضال، كان موفدًا في السودان، أيام النميري وقام بتسليم أحد المعارضين إليه تم إعدامه لاحقًا، بعدها بفترة انتقل إلى العراق، حيث أقام تحالفًا مع حزب البعث في حينها، وصار الفلسطينيون فيها لا يقدرون على طلب دون المرور عليه.

الدعم الذي تلقاه أول مرة كان سلاحًا بقيمة ١٥ مليون دولار، مع منحة له ٣ مليون دولار في ذلك الوقت، وكان يشعل الأجواء بمهاجمة حركة فتح بقيادة ياسر عرفات، معتبرًا نفسه الخط الصحيح للحركة، فعمل تحت اسم [فتح-المجلس الثوري] وكان قد فُصل من الحركة الأم.

صار يدًا ضاربة لنظام العراق فترة [البكر-صدام حسين]، وأقام جهازًا معقدًا، لتقديم تلك الخدمات، كذلك كانت [منظمة التحرير] التي يتزعمها عرفات تحت تلك النيران، كانت أولى عملياته في ١٩٧٣ حين استولى ٥ مسلحين على السفارة السعودية في باريس، مع رهائن.

وكان قد أعلن حربه على من سماهم العرفاتيين، ومن نتائج ذلك قتله ممثل المنظمة في لندن، قتل الممثل في الكويت، قتل ممثلها في باريس، قتل ممثلها في باكستان ١٩٧٨، ١٩٨١ قتل ممثل المنظمة في بروكسل، ١٩٨٣ قتل سرطاوي من مقربي عرفات في البرتغال، وكان أشدها وقعًا قتل صلاح خلف، فخري العمري، هايل عبد الحميد في ١٩٩١.

كان يجري ابتزاز الدول العربية الغنية حتى تدفع، وإلا قتل سفراءهم كما فعل مع السعودية، واستهدف الكويت، هدد الإمارات فلما رفضت قام في ١٩٨٣ بإسقاط طائرة بوينج ٧٣٧ تابعة لطيران الخليج في رحلة من كراتشي إلى دبي، راح ضحيتها ١١١ ضحية، ولم يتوقف عن الاستهداف حتى نال المال.

أقام مقرات له في أوروبة، وعقد اتفاقًا شفهيًا مع فرنسة بعد استهدافها مقابل التحرك بحرية في أراضيها، مع حرب إيران-العراق منعه صدام من استهداف دول الخليج كونها داعمة له في تلك المرحلة، فانتقل إلى سورية مقدمًا خدماته ضد الإسلاميين الخارجين على النظام، انتهت بأحداث حماة ١٩٨٢، ثم أقام في ليبيا التي أمنت له المقرات وقام باستهداف المعارضة لصالح النظام، ثم رجع مصر وعرض الأمر نفسه قبل أن ينتقل إلى العراق مرة أخرى ويعدم فيها ويعلن أنه انتحر ٢٠٠٢.

مؤخرًا برز اسم عاطف أبو بكر الذي انشق قديمًا عن جماعة أبي نضال، ليتحدث عن جرائم هائلة داخل مقرات أبي نضال، لينشر قائمة باسم ١٢٠٠ فلسطيني أعدموا داخليًا، مئات المتطوعين لفلسطين اختفوا، كان يجري إذابة الجثث بالأحماض! شمل ذلك نساء وأقرباء المستهدفين.

أهم ما كتب عنه [أبو نضال البندقية المستأجرة] لباتريك سيل.