شَيبة وخَيبة (3)
انتهى عهد الدفاع عن فركوس، والمدخلي، والحلبي، والمأربي، جاء وقت الخروج بما يلف الأنصار حوله تحت شعار “نقد السلفية المعاصرة”، وحتى يتحصّل الطيباوي على تقاطع مع كتاب (ما بعد السلفية) كان لابد له أن يبث ما يبشر به المولود الجديد، فكان منهمكًا في 2015 بالتبشير بما في الكتاب. جاء في كتاب (ما بعد السلفية) نقل لكلام أحمد بن حنبل في الكرابيسي، وعلق صاحباه:
“رد فعل أحمد رحمه الله وجوابه غاية ما يمكن بعد تخطئته أن يعتذر عنه…ولو أن عالمًا من فرقة مخالفة للسلفية أطلق القول هكذا في السلفيين لمجرد اشتباه قولهم… لتم اعتبار هذا ضربًا من البغي وعدم العدل، وهو كذلك، لكن القول فيه كالقول في إطلاق أحمد” [1].
يعني بعد حذف التطويل كان حديثهما عن بغي أحمد بن حنبل وعدم عدله، وقد وصلت الرسالة إلى الطيباوي، فكتب عن هذا:
“الذي تؤكده الوقائع التاريخية وما سجلته كتب العلم وكتب التراجم أن الإمام أحمد رحمه الله كان متشددا، وليس هذا خاصا بالكرابيسي، بل نفس الموقف تقريبا كان له مع الحارث المحاسبي… وهذا موافق لفقهه ومنهجه العلمي المتسم بالتشدد”
إنه عهد الانفتاح، هذا في 2015، في السنة نفسها كان النقاش محتدمًا بيني وبين عبد الله الدعجاني صاحب كتاب (منهج ابن تيمية المعرفي) حول منهجية ابن تيمية، وحول نفيي للقبليات المعرفية عن منهج ابن تيمية، ونصرته هو لها، حينها كان الطيباوي في واد آخر، في تبشيره لدعاية ما بعد السلفية، في حديثه عن تشدد أحمد.
بدأت الانتقادات تتكاثر على كتاب (ما بعد السلفية)، السرقة، طريقة المؤلفين في برنامج (آسك)، حصلت النفرة عن هذه الطريقة وفق قطاع كبير، بدا كتاب (ما بعد السلفية) لن يحقق ما يريده الطيباوي، ما الحل؟ هل خرج وتراجع عن موقفه من الكتاب؟ أو من موقفه من أحمد؟ لا فإن هذا لا يتوافق مع الانتهازية، حذف المقال، #كأنه_لم_يكن_منهم! إلا أن المقال حُفظ بتمامه في مدونة على الشبكة، ونقل في منتدى أهل الحديث، وهكذا لم تسعف الانتهازية أهلها.
مع خفوت إظهار انتصاره لكتاب (ما بعد السلفية) كان قد التقط أن الحديث بالثقافة والفكر، سيشكل له نفوذًا، فقفز إلى هذا الجانب، قبل أن ينفعل حين قال العجيري لا يحق للقارئ نقد سمرين بأنه ماركسي لأنه وجد نقولات عن الماركسيين 2020 وليقول: “التعريف اللينيني ـ السمريني” [2].
كان الطبياوي في 2017 يكتب عن “بول نيزان”، وبكلامه: “هو شيوعي لينيني فرنسي”، الذي تحدث عن “واقعية موضوعية ومادية” “شجب التواطؤ بين النجوم الإعلامية والمصالح المالية، مسترجعاً وموظفاً نقد " منطقيات الهيمنة” التي فضحها نيزان سنة 1932م…. هذا الذي تعاني منه أوروبا ~ حاليا ~ قد استوردته الأنظمة العربية حيث نجد في القنوات العربية العمومية….“إلخ[4]، وهكذا كان يسقط كلام هذا ((الشيوعي اللينيني)) على الدول العربية في حديثه عن الصراع الطبقي، والبناء الفوقي، وهي كلها تدور في الإطار الماركسي اللينيني المادي، لكن في تلك الفترة يحق للرجل كل هذا، فهو كائن مثقف، يحق له أن يفعل ما يشاء، ثم المسارعته بالاتهامات لمخالفيه..
يتبع إن شاء الله…
[1] ما بعد السلفية، أحمد سالم، عمرو بسيوني، مركز نماء للبحوث والدراسات، ص97. [2] تبسيط الشبهة! الطيباوي منشور. [3] حكاية كتاب (2)… : " … الحِراسَة “، مختار الطيباوي 16-مايو-2017.