الأيقونة وهي مناقضة للسياسة

عديدة هي الأحداث التي تصبح رمزية مشحونة بمعانٍ معنوية هائلة، يجمعها ذلك الغلاف الأخلاقي الكبير، والذي يكون على حساب التقييم السياسي.

لربما لأخلاقيتها الكبيرة في نظر الناس، اكتسبت صبغة الأيقونة، لكن للسبب نفسه كانت بعيدة عن السياسة! من ذلك حادثة مقتل عثمان، ماذا لو قرر عثمان أن يقمع الجموع التي أرادت قتله؟ وقتها قد ينجح سياسيًا ولكن ستفقد الأيقونة التاريخية رمزيتها.

حادثة مقتل الحسين، وغيرها، لم ينجح بتغيير الحكم ولعله لو نجح لم يكن ليحظى بتلك الأيقونة، ولذا لا تكاد تجد تلك الأيقونة في أخيه الحسن الذي استلم الحكم ٦ شهور، كذلك حوادث إعدام الثوار، في حين يخفت بريقهم الذي كان يحوطهم وهم يُقتلون قبل الممارسة السياسية في الحكم حين يصبحون رجال دولة.

لأن العقل الأخلاقي التمجيدي، يحاول رفع الحدث عن السلوك البشري العادي، ليكسبه بريقًا مختلفًا، في حين تكون الممارسة السياسية بشرية، وغالبًا لما تجد تمجيدًا هائلًا لحدث ستفترض أنه يناقض العمل السياسي، حيث يحتاج الأخيرة كفاءة للمرونة، بخلاف الأول الذي يحشد بمعاني المواقف والمبدئية.