الحصانة للعلماء…
واحدة من أهم المحطات اللافتة في القرن العشرين، تلك الحصانة التي كان يتمتع بها العلماء، مهما كان عملهم أساسيًا في قتل البشر، كانوا فوق القانون لاعتبارات سياسية لكل دولة، على سبيل المثال:
العلماء الألمان مثل فيرنر فون براون الذي عمل على صناعة الصواريخ الألمانية النازية والتي كانت تدك بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، وخلفت قتلى وجرحى، كان مع ذلك قد نال الحصانة فلم يحاكم، بل أخذ الحماية من الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل لاحقًا في برامج الصواريخ الأمريكية وعمل في وكالة ناسا، وحاز التشريفات والألقاب اللائقة به.
علماء ألمان كثر نالوا حصانة في الاتحاد السوفيتي كذلك، وعملوا على إنتاج القنبلة الذرية السوفيتية، كان بعضهم يهودًا، ولهم أقارب معارضون، في فترة ستالين، كانوا قد منحوا حصانة، وأعطوا أموالًا أضعاف ما كان يعطى لنظيرهم السوفيتي، مقابل عملهم، لم يكن أحد ليحاسبهم عما اقترفوه قبل ذلك في عملهم مع ألمانيا النازية.
العلماء اليابانيون الذين كانوا يجرون التجارب على البشر في الصين، فترة احتلال اليابان للصين، سلموا الأرشيفات التي تضمنت تجاربهم على البشر للولايات المتحدة الأمريكية وحازوا على الحصانة، ولم يحاكم منهم أي أحد على أي شيء اقترفوه في الحرب.
*الصورة لفيرنر فون براون مرة وهو في الجانب النازي، مع الضباط النازيين، ومرة أخرى مع الرئيس الأمريكي جون كندي.