الفُتوّات
كثرتْ في السينما المصرية مشاهد الفتوّة، يكون كبيرًا لمنطقة، مسؤولًا عن حماية أمنها، مقابل إتاوة يدفعها الناس إليه، يتقاتلون بالنبّابيت، ومن عزَّ بزَّ ومن غلبَ نهب.
(التوت والنَبّوت) (فتوّات بولاق) وغيرها من الأعمال التي جسدت تلك الفتوّة، ولكن ما مصدر تلك الفتوّة، الحكاية بالمختصر تبدأ مع التصوّف، حين تعرّض لآيات مثل {سمعنا فتى يذكرهم} بتأويل لها على أنها مرتبة دينية أو منزلة صوفية وليست مرحلة عمرية كما يقتضيه السياق اللغوي، وكما هو عُرف المخاطبين الأول.
مع بعض الأحاديث التي لا أصل لها مثل (لا فتى إلا عليّ) صار هناك منزلة تسمى بالفتوّة، وقد تطورت حتى صار للجماعات الصوفية فتيان يحمونها، باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثم صارت يدًا حديدية للمشيخات الطرقية، والتي قد تتقاتل على الزعامة الدينية، وقد حصلت وقائع لهذا، وصراعات كان منها ما حدث في الأزهر حين توفي النشرتي شيخ الأزهر الثاني حيث تقاتلوا فيما بينهم وسقط ١٠ قتلى في الجامع سنة ١١٢٠هـ.
كانت تلك الفتوات تتحول إلى بلطجة تقوم بأعمال اعتداء متكرر من فترات قديمة ولذا تجد ذكرهم في فتاوى ابن تيمية منكرًا عليهم بعض أعمالهم، يعملون بنظام البيعة للشيخ، لكن شيئًا فشيئًا صارت الفتوات [مثل مشكلة العسكر في الفكر السياسي] كيف يمكن احتواؤهم، وقد استقلوا بالعمل نظرًا للقوّة التي تمتعوا بها، صاروا مستقلين، وصار يتبع فتوّة الحي مشايخ الحي لا العكس.