“الدكتور الطيب التيزيني… الذي أعلمه أنه موقن بأن الإسلام دين رباني، يعبّر عنه القرآن الذي هو كلام الله هذا ما بدا لي منه، أما الأسرار فموكولة إلى الله.
ولو علمت أن الدكتور التزيني ممن يرى الدين، من حيث هو، ظاهرة اجتماعية أفرزتها الصراعات التاريخية، لصدني المنطق والمنهج العلمي عن الدخول معه في هذا الحوار، إذ ليس بيني وبينه عندئذٍ أي جامع مشترك، يصح أن ننطلق منه”
(الإسلام والعصر تحديات وآفاق، محمد سعيد رمضان البوطي-طيب تيزيني، دار الفكر، بيروت-لبنان، الطبعة الثانية: ١٩٩٩م، ص١٨٠.)
هذا كلام البوطي في هذا الكتاب الذي سجّل محاورة من أسوأ ما مرّ عليّ، ولا أحسب البوطي يخفى عليه كلام تزيني، الذي سجله مرارًا بأن الدين مجرد ظاهرة اجتماعية، لكن بدل الحوار معه في هذا آثر البوطي أسلوب التخجيل، ولو على حساب الحقائق.
فقال بأن تزيني موقن (كذا) بأن الإسلام دين رباني! وأن القرآن كلام الله، ولم يبقَ للبوطي إلا أن يشرح لنا عقيدة تزيني في القرآن بأنه: “غير مخلوق، المقروء بالألسنة، المحفوظ بالصدور”! وقد يضيف “بدون حاجة إلى لهوات، واصطكاك أسنان، وصوت وحرف” كما هو معتقد الأشعرية.
حوار بائس، ثم ما حكاية أنه لا يتحاور معه لو كان -لا قدّر الله-ملحدًا؟ فقد كان تزيني كذلك، وكانت وظيفة البوطي أن يناقش الطرح نفسه، ولو رأى تسترًا أن يبينه أمام الناس، ولكنه انشغل بمهاجمة المتشددين الإسلاميين في الحوار، والحديث عن قضايا قريبة وبعيدة، وهو الأمر الذي لم يهتم له تزيني وكان يهاجم البوطي بصراحة، ويقول له أنت قلت عن شحرور إنه ذو خلفية يهودية وهذا ضد سماع الآخر، فكان رد البوطي العبقري أن شهد لتزيني بالإيمان أمام الجماهير!