نقد كتاب ”اختراق عقل“ (١).
—التحسين والتقبيح العقليين بين ابن تيمية وبليخانوف المادي، ونموذج الرد [المبني على المثالية المسيحية] على الإلحاد:
يشرح بليخانوف تحت مسمى الأخلاق/الخير/الشر/الفضيلة/الرذيلة، إقرار المادية على قدرة العقل على إدراك الحسن والقبح، فيقول:
”حين يأتي الإنسان إلى العالم فإنه لا يجلب معه سوى ملكة الحس، وانطلاقا من هذه الملكة؛ تتطور كل الملكات المسماة بالملكات الفكرية، وبعض الانطباعات و[الاحساسات] التي يتلقاها الانسان من أشياء تسره، وبعضها الآخر يؤلمه.
ولما كان الإنسان يعيش في مجتمع فانه محاط بكائنات تشبهه، تشعر بما يشعر به تماما وكل هذه الكائنات [تسعى إلى المتعة وتخشى الألم] تطلق الخير على كل ما يسبب لها متعة، والشر على كل ما يسبب لها الألم، وكل ما فيه له فائدة دائمة لهم يسمونه فضيلة وكل ما يسيء اليهم في تكوين من يحيطون بهم يسمونه رذيلة.
ومن يصنع طيّبًا لزملائه يسمونه خير، ومن يسبب لهم الضرر يسمونه شرير“.
(أبحاث في تاريخ المادية، بليخانوف، تعريب: محمد مستجير مصطفى، دار الفرابي— بيروت، الطبعة الأولى ١٩٧٩م، ص٢٤)
• بليخانوف كمادي، ينطلق من ملكة الحس التي تتشكل عبرها الملكة الفكرية، فالحس بالألم هو ما يشكل فكرة قبح الألم، ليكون هنالك تقبيح عقلي لكل مؤلم.نفس الأمر بالنسبة الخير فكل حس بما هو ملائم يشكل فكرة حسن الملائم.
ابن تيمية لما تعرض لمسألة التحسين والتقبيح العقليين، أقر بأن ”كون الفعل ملائما للفاعل نافعا له أو كونه ضارا له منافرا فهذا قد اتفق الجميع على أنه قد يعلم بالعقل“[منهاج السنة، ج١، ص١٦٣).