لا يكون العالمُ عالمًا وهو يتساوى مع الجاهل في موضوعه، ولذا فإن بعض الناس يسارع إلى ما يروى عن مالك: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر، وهذا كالقول بأن الأدلة فوق جميع الآراء وهذا صحيح لكنه غير كافٍ دون أن يستحضر المرء الفرق بين العالم الذي عاش عمره بين الأدلة وتقليبها، وبين أي إنسان بعيد عن هذا.
والحق أن العالم يفترق عن غيره بأن الأصل أن يؤخذ بقوله حتى يدل دليل على خلاف قوله، بخلاف غيره فالأصل ألا يؤخذ بقول غير العالم حتى يدل الدليل على صواب قوله، وبين هذين فرق كبير.