نى أنهم لا ينقدونها بشيء ، بل بمعنى الاعتبار المدرسي»، وهو صحيح، ولا ينفي هذا الدور المركزي الذي لعبته مادية فويرباخ في بناء الفلسفة الماركسية. • «أن هذه الفلسفة المادية تؤخذ عندهم برمتها دون تجزئة ، أي فلسفة وعلما معا» وهذا هذيان، إذ أن ديموقريطوس كان مؤمنا بالأرض المسطحة، فهل هذا جزء من الفلسفة المادية؟ وهل أخذها عنه السوفييت؟ ثم في النقل نفسه “وفي مذهب ديمقريطس تجلت الرابطة العميقة التي تجمع بين الفلسفة المادية وبين العلوم الطبيعية”، فالربط يكون في مبحثين مستقلين، والمادية كفلسفة تبحث في الوجود والمعرفة لها ارتباط وثيق بالعلوم، لكنها ليست علما. • «أن المثاليين هم كذلك كانوا يقومون في المقابل بمجابهة المادية السابقة عليهم ، وأي مادية هنا ؟ مادية ديمقريطس اليونانية التي سبقتهم بقرون طوال !» وهنا الرد عليه من وجهين: الأول أن المبحث أخص، وهو طروء الإلحاد في المادية لا المادية نفسها. والوجه الثاني (على سبيل التنزل) هو عدم أمانة الناقد في النقل، ففي مقدمة المدخل يذكر السوفييت أن المذهب الذري كان ردا على حجة بارمنيدس وزينون المثالية في نفي الحركة.

مرة أخرى، لا جديد تحت الشمس.

  • بيد أنه يرى التوصيف ناقصا، فالمادية عنده توجه فلسفي علمي، ولا أدري ما الذي يقصده بالعلمية هنا. أيقصد أن المادية أقرب لروح العلوم إذ إنها تجعل الموجودات تقبل الحس وبالتالي الدراسة؟ نعم، هي كذلك. أم يقصد أن المادة مصطلح علمي في الأساس؟ وهو غير صحيح، وكنت قد طلبت منه توصيفا للمادة متفقا عليه في المجامع العلمية فلم يأتِ به. العلوم تدرس أصنافا معينة من المادة، لكن المادة ككل مصطلح فلسفي، وبالتالي المادية هي توجه فلسفي في المقام الأول.