جعفر شيخ إدريس يتراجع عن خطأ يكرره بعده كثيرون

“من الأخطاء التي وقعنا فيها نحن في الرد على المحلدين والماديين أننا رددنا بعض الحق الذي يقولونه، وسلمنا لهم ببعض الدعاوى التي يدعونها.

هم يظهرون أنهم يعظمون العقل جدًا، فجنح كثير منا إلى التهوين من شأن العقل، يعني كأن الدين لا يقوم إلا إذا هوّنا من شأن العقل، ولذلك يوصف بعض الناس على سبيل الذم بأنهم عقلانيون، أو أنهم يعتمدون على العقل، وأنتم تعرفون أن أهل السنة لم يكونوا يصفون إنسانًا ضالًا بأنه صاحب عقل أو أنه عقلاني، ولكن يسمونها فرقة ضالة، أو أصحاب الأهواء.

والخطأ الذي وقعنا فيه أيضًا، أنهم قالوا: إن علمهم كله مبني على الحواس والعقل، فأردنا أن نهوّن من شأن الحس، فقلنا كلامًا أو قال بعضنا كلامًا قريبًا من الجهمية: لا ليس من شرط الوجود أن يكون محسوسًا، وأنا واحد من الذين كانوا يقولون هذا الكلام إلى أن تبين لي أنه خطأ من قراءتي لعلماء المسلمين ولا سيما شيخ الإسلام ابن تيمية.

نعم، إن الموجود لابد أن يكون محسوسًا، بمعنى يمكن أن يُحس”

(كتاب مناهج التفكير؛ الموصلة للحقائق الشرعية والكونية، لجعفر شيخ إدريس، مجلة البيان ١٤٣٧هـ، ص٢٤١، ٢٤٢، باختصار.)