لم يرق لي…

لا شك أن القارئ له حق دومًا في الإدلاء بوجهة نظره في كتاب قرأه، وجهة نظره تلك التي تنبئ عن قدراته الفكرية والنقدية، لكنّ صراخًا بدأ يعلو ويتردد صداه في جنبات مواقع التواصل الاجتماعي، حول كتاب (نظرية ابن تيمية في المعرفة والوجود).

ممتعضًا متذمرًا، افتتح مقالة له يحدثنا عما يحب وما لا يحب، في مراجعة له عن الكتاب، والمعلومة المهمة لنا، أن الكتاب لم يرق له، لا أدري هل كان الطعم لاذعًا؟ من ذا الذي يعنيه ذوقه المرهف، لا إشكال هي أيام عصيبة تدفعنا لتحمّل بعضنا.

وبفيض من المشاعر، قال: إن أسلوب الكتاب صحفي-يفترض أن هذا نقد-بقطع النظر عن وجود صحافة فلسفية، وفلاسفة كبار عملوا في الصحافة كماركس وفوكو وغيرهما، يظهر أن الكاتب لا يحسن حتى فنون الهجاء، حسنٌ أستاذَ سيل المشاعر المرهفة، سطورك لا تؤهلك لا لصحافة ولا نقد، لا لأخذ ولا رد.

امتعض أن الكاتب نقد كثيرين، ما الإشكال؟ يا إلهي لقد خالف جاليليو كثيرين! نقد ابن تيمية كثيرين، ضعّف أحمد كثيرين، نموذج للانفعال وهو يشوّه المنطق.

وحرص على بيان أنه لم يرَ نظرية في الكتاب، لا يوجد فيه هذا! وبذكاء في فنون الهجاء، اقترحَ أن يسمى الكتاب (نظرية سمرين)، ألم تقل لم تجد نظرية؟ ما هذا الاقتراح؟ هذا يُفترض أنه نقد.

المهم من يمدح الكتاب بنظره هم من [المطبلين في الظلام]، بتعبيرات اللغة الهتلرية، ثم تبدأ براعة المحلل النفسي تخرج من صدره، إنهم لم يقرأوا الكتاب، ولربما غرَّهم الاسم، لربما لأنهم معجبون بالكاتب، هناك افتراض آخر: إنهم صادقون، وأنت تصرخ، هم فهموا وأنت لم تفهم، هم لم يتوتروا، وأنت تكاد تنفجر، ضعه من بين الخيارات.

لا أنصح الأستاذ الرومنتيكي بالانفعال هذه الأيام حرصًا على مناعته، متمنيًا السلامة للجميع.

🌹